Guiding You to Market Success
مقدمة عن البورصات وتاريخها واساسيات الاستثمار
أساسيات التداول
سودافيست
9/14/20241 دقيقة قراءة


التداول في الأسهم يعد من أقدم وأهم وسائل الاستثمار التي يتبعها الأفراد والشركات حول العالم. فالبورصات، التي تُعرف أيضاً بالأسواق المالية، تلعب دوراً محورياً في الاقتصاد العالمي، حيث يتم فيها تبادل الأسهم والسندات والأوراق المالية بين المستثمرين والشركات. في هذا المقال، سنقدم شرحاً تفصيلياً حول تاريخ البورصات وتطورها، بالإضافة إلى كيفية دخول المبتدئين عالم التداول في الأسهم.
تاريخ البورصات وبداياتها:
أصول البورصات:
يمكن إرجاع أصول البورصات إلى العصور الوسطى، حيث كانت الأسواق التجارية في مدن أوروبا مثل بروج وأنتويرب تشهد تجمعات للتجار لشراء وبيع البضائع. كانت هذه الأسواق تمثل البذور الأولى لفكرة البورصات. على الرغم من أن هذه الأسواق لم تكن بالمعنى الدقيق بورصات كما نعرفها اليوم، إلا أنها وضعت الأساس لفكرة تجمع المشترين والبائعين في مكان واحد.
بورصة أمستردام - أول بورصة حديثة:
تعتبر بورصة أمستردام التي تأسست في عام 1602 أول بورصة حديثة في العالم. أنشأت هذه البورصة من قبل شركة الهند الشرقية الهولندية، وهي أول شركة تصدر أسهماً عامة يمكن شراؤها وبيعها بين المستثمرين. هذا الحدث يعتبر نقطة تحول في التاريخ المالي، حيث تم تقديم مفهوم الملكية الجزئية للشركات من خلال تداول الأسهم.
بورصة لندن:
بعد نجاح بورصة أمستردام، انتشرت فكرة البورصات في أوروبا، وكانت بورصة لندن من أولى البورصات التي تأسست في أوائل القرن الثامن عشر. تطورت بورصة لندن لتصبح واحدة من أكبر وأهم البورصات في العالم، ولا تزال حتى اليوم تلعب دوراً رئيسياً في الأسواق العالمية.
بورصة نيويورك:
تأسست بورصة نيويورك (NYSE) في عام 1792، وتعد اليوم واحدة من أكبر البورصات في العالم من حيث القيمة السوقية. كانت بداية البورصة مع توقيع "اتفاقية بوتنوود" من قبل مجموعة من السماسرة الذين اجتمعوا لتحديد قواعد التعامل. ومنذ ذلك الحين، أصبحت بورصة نيويورك مركزاً رئيسياً لتداول الأسهم الأمريكية والعالمية.
تطور البورصات مع الزمن:
الثورة الصناعية وتوسع البورصات:
مع تقدم الثورة الصناعية في القرن التاسع عشر، ازداد عدد الشركات الصناعية الكبيرة التي تحتاج إلى رأس المال للنمو والتوسع. أصبح المستثمرون أكثر اهتماماً بشراء الأسهم، مما أدى إلى زيادة النشاط في البورصات. كان هذا التوسع حافزاً لتطور البورصات حول العالم، حيث بدأت كل دولة بإنشاء بورصاتها الخاصة.
العصر الحديث والرقمنة:
في العقود الأخيرة، شهدت البورصات تحولاً كبيراً مع تقدم التكنولوجيا وظهور الإنترنت. حيث أصبحت معظم التداولات تتم إلكترونياً من خلال منصات التداول عبر الإنترنت، مما أتاح للمستثمرين الدخول إلى الأسواق من أي مكان وفي أي وقت. أدى هذا التطور إلى انتشار التداول بين الأفراد وزيادة السيولة في الأسواق المالية.
كيف تبدأ في التداول في الأسهم للمبتدئين:
1. الفهم الأساسي للأسهم:
الأسهم تمثل حصص ملكية في شركة معينة. عندما تشتري سهماً في شركة، فأنت تصبح مالكاً جزئياً لها. هذا يتيح لك الحق في المشاركة في نمو الشركة من خلال أرباح الأسهم (dividends) أو زيادة سعر السهم. ومع ذلك، يمكن أن ينخفض سعر السهم أيضاً، مما قد يؤدي إلى خسارة.
2. الفرق بين الأسهم والسندات:
بينما تمثل الأسهم حصص ملكية في الشركة، فإن السندات تمثل قروضاً تمنحها الشركة أو الحكومة للمستثمرين. مقابل هذه القروض، يحصل المستثمر على فائدة ثابتة لفترة زمنية معينة، ثم يتم سداد المبلغ الأصلي في نهاية المدة. السندات تعتبر أكثر أماناً من الأسهم، لكنها غالباً ما توفر عوائد أقل.
3. أهمية البورصات:
تعتبر البورصات مثل بورصة نيويورك (NYSE) أو بورصة لندن (LSE) أو بورصة دبي (DFM) أو بورصة أبوظبي (ADX) منصات يتم فيها تداول الأسهم والسندات. المستثمرون الأفراد والشركات الكبرى يشترون ويبيعون الأسهم في هذه الأسواق. البورصات تضمن الشفافية وتحدد القواعد المنظمة لتداول الأسهم، مما يساهم في حماية المستثمرين.
4. الخطوات الأساسية لبدء التداول:
1.فتح حساب تداول:
الخطوة الأولى هي فتح حساب تداول مع شركة وساطة مالية معتمدة. يمكن فتح الحساب عبر الإنترنت بسهولة بعد تقديم بعض المعلومات الشخصية.
2.اختيار الوسيط المناسب:
يجب على المبتدئين اختيار وسيط يقدم منصات تداول سهلة الاستخدام، ويقدم موارد تعليمية عن التداول، ويفرض رسوم تداول منخفضة.
3.إجراء البحث والتحليل:
قبل شراء أي سهم، يجب إجراء بحث جيد حول الشركة. النظر في تاريخ أرباح الشركة، أدائها المالي، والتوقعات المستقبلية يعتبر أمراً أساسياً في اتخاذ قرار الاستثمار.
4.تحديد استراتيجية التداول:
هناك استراتيجيات تداول متنوعة مثل التداول طويل الأجل، حيث يحتفظ المستثمرون بالأسهم لفترة طويلة للاستفادة من النمو، أو التداول قصير الأجل أو التداول اليومي حيث يحاول المتداولون الاستفادة من التغيرات اليومية في الأسعار.
5. المخاطر والعوائد في التداول:
التداول في الأسهم ينطوي على مخاطر كبيرة. قد يرتفع سعر السهم أو ينخفض بناءً على ظروف السوق، مما قد يؤدي إلى تحقيق أرباح أو خسائر. من المهم أن يكون لديك فهم واضح لمستوى المخاطر التي يمكنك تحملها قبل البدء.
6. الأدوات المالية الأخرى:
إلى جانب الأسهم، توجد أدوات مالية أخرى يمكن التداول بها مثل السلع (مثل الذهب والنفط)، العملات الأجنبية (الفوركس)، والعقود الآجلة. يمكن لهذه الأدوات أن تكون جزءاً من محفظة استثمارية متنوعة.
أهم النصائح للمبتدئين في التداول:
1. التعلم المستمر:
o التداول في الأسهم يتطلب فهماً جيداً للسوق. استثمر الوقت في التعلم من الكتب، الدورات التدريبية، والمقالات.
2. ابدأ بمبلغ صغير:
o لا تستثمر كل رأس مالك في البداية. من الأفضل أن تبدأ بمبلغ صغير لتقليل المخاطر.
3. تنويع المحفظة:
o تنويع الاستثمارات عبر عدة شركات وقطاعات يمكن أن يقلل من المخاطر. لا تضع كل أموالك في سهم واحد فقط.
4. إدارة المخاطر:
o استخدم أوامر وقف الخسارة (Stop Loss) لحماية رأس مالك من الخسائر الكبيرة.
5. عدم اتخاذ قرارات عاطفية:
o تجنب اتخاذ قرارات استثمارية بناءً على العواطف. اتبع خطتك واستراتيجيتك.
التداول في الأسهم يعد وسيلة قوية لبناء الثروة، لكنه يتطلب فهماً جيداً للأسواق المالية وتحليل دقيق للأسهم. بدءاً من فهم تاريخ البورصات وتطورها، وصولاً إلى وضع استراتيجية تداول محكمة، يمكن للمستثمرين المبتدئين أن يحققوا النجاح على المدى الطويل إذا تحلوا بالصبر والالتزام بالتعلم.