"تداعيات انهيار أسعار الأسهم العالمية والعربية: تأثيرات متزايدة على الاقتصاد السوداني في ظل الحرب"

الاخبار والتحليلات العالمية

محمد كمير

8/5/20241 min read

شهدت الأسواق المالية العالمية والعربية انهياراً حاداً في أسعار الأسهم، مما أثار قلقاً واسعاً بين المستثمرين والمحللين الاقتصاديين. هذا التراجع لم يكن مجرد حدث مالي معزول، بل يرتبط ارتباطاً وثيقاً بالعديد من العوامل الاقتصادية والجيوسياسية العالمية. في الوقت نفسه، يعاني السودان من حرب داخلية متفاقمة، تؤثر بشكل مباشر على استقراره الاقتصادي والسياسي. تجمع هذه الظروف بين انهيار الأسواق المالية والحرب في السودان لتخلق عاصفة اقتصادية مثالية تؤدي إلى تفاقم الأزمات وتزيد من التحديات التي يواجهها الاقتصاد السوداني. في هذا المقال، سنستعرض الأسباب الرئيسية لانهيار الأسواق المالية وتأثيراتها المتزايدة على الوضع الاقتصادي في السودان، مع التركيز على كيفية تفاعل هذه العوامل لخلق بيئة اقتصادية أكثر تعقيداً وصعوبة

العوامل السلبية المؤثرة التي تجعل المحليين يتجهون الي ان مايحدث حاليا هو بداية لركود اقتصادي :

توجد عشر نقاط رئيسية تمثل العوامل السلبية المؤثرة على الأسواق:

  1. التقرير الشهري للوظائف الأمريكية:

    • كان التقرير الأخير ضعيفًا، حيث أضاف الاقتصاد 114 ألف وظيفة فقط، وهو أقل بكثير من التوقعات (177 ألف وظيفة) والقراءة السابقة.

    • معدلات البطالة ارتفعت إلى 4.3%، أعلى بكثير من التوقعات.

    • نمو الأجور على أساس سنوي تراجع إلى 3.6%، وهو الأبطأ منذ مايو 2021.

هذه العوامل تشير إلى ضعف سوق العمل، مما يزيد من احتمالات دخول الاقتصاد في ركود.

  1. مؤشرات PMI:

    • تقارير التصنيع (Manufacturing PMI) كانت أقل من 50 منذ عدة أشهر، مما يشير إلى انكماش في القطاع الصناعي.

    • تقارير قطاع الخدمات (Non-Manufacturing PMI) لا تزال إيجابية، ولكن التراجع في مؤشرات التصنيع والخدمات أدى إلى مخاوف إضافية بين المحللين.

  2. انحراف العائد على السندات:

    • العائد على السندات قصيرة الأجل (سنتين) أصبح أعلى من العائد على السندات طويلة الأجل (10 سنوات)، مما يُعتبر إشارة تقليدية على ركود اقتصادي وشيك.

  3. مؤشرات القيادة الاقتصادية:

    • مؤشرات القيادة الاقتصادية (Leading Economic Indicators) تُظهر تراجعاً إلى -0.5%، مما يُعتبر إشارة دقيقة لبداية ركود اقتصادي.

  4. ارتفاع الأسهم الأمريكية:

    • كانت الأسهم الأمريكية مرتفعة بنسبة 10% خلال السنوات الخمس الماضية، مع تركيز كبير على أسهم التكنولوجيا الكبيرة (Mega Caps) التي تشكل 30% من حجم البورصة.

  5. سياسات الفيدرالي الأمريكي:

    • ارتكب الفيدرالي خطأً بعدم خفض معدل الفائدة في اجتماعه الأخير، مما وضع ضغطًا على الشركات حتى موعد اجتماعه المقبل في 18 سبتمبر 2024.

  6. الاقتصاد الصيني:

    • يمر الاقتصاد الصيني بأزمة كبيرة، مما يؤثر سلبًا على الأسواق العالمية.

  7. سياسات اليابان:

    • رفعت اليابان الفائدة للمرة الأولى منذ عدة سنوات، مما أثار مخاوف من أن الولايات المتحدة قد تضطر لرفع الفائدة مجددًا في المستقبل.

  8. الانتخابات الأمريكية:

    • الانتخابات الأمريكية المقبلة تزيد من حالة عدم اليقين في الأسواق.

  9. التوترات في الشرق الأوسط:

    الأوضاع في الشرق الأوسط متوترة، وهناك مخاوف من اندلاع حرب إقليمية كبيرة قد تؤدي إلى ركود اقتصادي عالمي وارتفاع أسعار الذهب والنفط.

بسبب هذه العوامل، شهدت الأسواق تراجعاً حاداً في أسعار الأسهم. تظهر هذه الأسباب تحولاً في توجهات المستثمرين وانهياراً في الأسواق، مما يزيد من التحديات الاقتصادية في الفترة المقبلة.

تأثير ذلك على الوضع الاقتصادي في السودان

في ظل الحرب الحالية، يعاني الاقتصاد السوداني من ضغوط متعددة، وتدهور الأسواق العالمية يزيد من تعقيد الوضع. الانخفاض في أسعار الأسهم العالمية يؤثر على الاقتصاد السوداني بعدة طرق:

  1. تراجع الاستثمارات الأجنبية:

    • تؤدي حالة عدم اليقين في الأسواق العالمية إلى تقليل حجم الاستثمارات الأجنبية المباشرة في السودان، مما يؤثر سلباً على النمو الاقتصادي.

  2. زيادة تكلفة الاقتراض:

    الاضطرابات المالية العالمية تزيد من تكاليف الاقتراض بالنسبة للسودان، الذي يعاني بالفعل من ديون خارجية كبيرة.

  3. تراجع عائدات الصادرات:

    • يمكن أن يؤدي الركود الاقتصادي العالمي إلى تراجع الطلب على المنتجات السودانية، بما في ذلك النفط والمعادن، مما يقلل من عائدات الصادرات ويزيد من العجز التجاري.

  4. ارتفاع التضخم:

    التضخم العالمي، خاصة في أسعار السلع الأساسية، يضيف ضغوطاً إضافية على الاقتصاد السوداني الذي يعاني من ارتفاع معدلات التضخم بسبب الصراع المستمر.

  5. ضعف الدعم الدولي:

    تدهور الأوضاع الاقتصادية العالمية يقلل من قدرة الدول المانحة والمؤسسات المالية الدولية على تقديم الدعم الاقتصادي للسودان.